فصل: باب النون مع الزاي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **


 باب النون مع الخاء

‏{‏نخب‏}‏ *فيه <ما أصابَ المؤمنَ مِن مكروه فهو كفَّارةٌ لِخَطاياه، حتى نُخْبةِ النَّمْلة> النُّخبْة ‏(‏ضبطت في الهروي بفتح النون، ضبط قلم‏)‏‏:‏ العضَّة والقَرْصَة‏.‏ يقال‏:‏ نَحَبَت النملةُ تَنْحُب، إذا عَضَّت‏.‏ والنَّخْبُ‏:‏ خَرْق الجِلد‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث أُبيّ <لا يُصيبُ المؤمنَ مصيبةٌ (هكذا ضبط بالتنوين في ا، والهروي، واللسان. وضبط في الفائق 3/75 بالضم مخففا مع الإضافة) ذَعْرةٌ ولا عَثْرَةُ قَدَمٍ، ولا اختِلاجُ عرْق، ولا نُخْبةُ نَمِلةٍ إلا بذَنْب، وما يَعفْو اللَّهُ أكثرُ>‏.‏

ذَكَره الزمخشري مرفوعا‏.‏ ورواه بالخاء والجيم‏.‏ وكذلك ذكَره أبو موسى فيهما وقد تقدّم‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث علي، وقيل عُمَر <وخَرجْنا في النُّخْبة> النُّخبة بالضم‏:‏ المُنْتَخَبون من الناس المُنْتَقَوْن‏.‏ والإنْتِخاب‏:‏ الإختيار والإنْتِقاء‏.‏

ومنه حديث ابن الأكوع <انْتَخب من القوم مائةَ رجلٍ>‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث أبي الدَّرداء <بئس العَوْنُ على الدِين قَلْبٌ نَخيبٌ، وبطنٌ رَغِيبٌ> النَّخيبُ‏:‏ الجَبانُ الذي لا فؤاد له‏:‏ وقيل‏:‏ الفاسد الفعل‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث الزبير <أقبَلْتُ مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم من لِيَّةَ فاسْتَقْبَل نَخْباً ببَصرِه> هو اسمُ موضع هناك‏.‏

‏{‏نخت‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث أُبيّ <ولا نَخْتَة نَمْلة إلا بذَنْب> هكذا جاء في رواية‏.‏ والنَّخت والنَّتْف واحدٌ يريد به قَرصة نملة‏.‏

ويُروى بالباء الموحدة وبالجيم‏.‏ وقد تقدّما‏.‏

‏{‏نخخ‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <ليس في النُّخَّةِ صدقة> هي الرَّقيق‏.‏ وقيل‏:‏ الحَمير‏.‏ وقيل‏:‏ البَقَر العَوامِل‏.‏ وتُفتَحُ نونُها وتُضَمُّ‏.‏ وقيل‏:‏ هي كل دابّة استُعملت‏.‏ وقيل‏:‏ البَقَر العَوامِل بالضم، وغيرها بالفتح‏.‏

وقال الفَرّاء‏:‏ النُّخَّة أن يأخذَ المُصَدِّق ديناراً بعدَ فراغِه من الصدقة‏.‏

ومنه حديث علي <أنه بَعَث إلىعثمان (هو عثمان بن حُنيف، كما سبق في مادة (زخخ> بصحيفة فيها‏:‏ لا تَأخُذَنَّ من الزُّخَّةِ ولا النُّخَّة شيئا>‏.‏

‏{‏نخر‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <أنه أخَذ بنُخْرة الصبيّ> أي بأنفِه‏.‏ ونُخْرَتا الأنف‏:‏ ثَقْباه والنَّخَرة بالتحريك‏:‏ مُقَدَّم الأنفِ‏.‏ والمَنْخِرُ والمَنْخِران أيضا‏:‏ ثَقْبا الأنفِ‏.‏

ومنه حديث الزِّبْرِقان <الأُفَيْطِس النَّخرة، الذي (في اللسان: <للذي كان يَطْلُع في حِجرِه>‏)‏ كأنه يَطَّلِع في حِجْرِه>‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وحديث عمر، وقيل علي <أنه أتِيَ بسَكْرانَ في شهر رمضان، فقال: لِلْمِنْخِرَين> أي كَبَّه اللَّه لِمَنْخِرَيه‏.‏ ومثْلُه قولُهم في الدعاء‏:‏ لِلْيَدين وللفَمِ‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث ابن عباس <لمَّا خَلَق اللَّه إبليسَ نَخَر> النَّخير‏:‏

صوتُ الأنف‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عَمرو بن العاص <رَكِبَ بَغْلةً شَمِط وجْهُها هَرَماً، فقيل له: أتركَبُ هذه وأنت على أكْرم ناخِرةٍ بمصر؟> الناخِرَةُ ‏(‏هذا شرح المبّرد، كما ذكر الهروي‏.‏‏)‏‏:‏ الخَيْل، واحدُها‏:‏ ناخِر‏.‏ وقيل‏:‏ الحمير؛ لِلصُّوت الذي يَخْرُج من أنُوفِها‏.‏ وأهلُ مصر يُكْثِرون رُكوبَها أكثر من رُكوب البِغال ‏(‏زاد الهروي‏:‏ <وقال غيره [غير المبرد]: يريد بقوله: وأنت على أكرم ناخرة: أي ولك منها أكرمُ ناخرة. ويقولون: إن عليه عَكَرَةً من مال: أي إن له عَكَرةً. والأصل فيها أنها تَرُوحُ عليه. وفي بعض الحديث: أفضل الأعمال الصلاة على وقتها. يريد لِوقتها>‏.‏ وفي اللسان‏:‏ <وقيل: ناجرة، بالجيم>‏.‏‏)‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث النَّجاشِيّ <لمَّا دَخل عليه عمْرو والوفْد معه، قال لهم: نَخِّروا> أي تكلَّموا‏.‏ كذا فُسِّر في الحديث‏.‏ ولعله إن كان عربيا ‏(‏أفاد في الدر النثير أنه بالحبشية‏.‏ قال‏:‏ <ومعناه: تكلَّموا>‏)‏ مأخوذٌ من النَّخير‏:‏ الصَّوت‏.‏ ويُروى بالجيم، وقد تقدم‏.‏

ومنه حديثه أيضا <فَتناخَرَتْ بَطارِقَتُه> أي تكلّمت، وكأنه كلامٌ مع غَضَبٍ ونُفُور‏.‏

‏{‏نخس‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <أنّ قادِماً قَدِمَ عليه فسأله عن خِصْب البلاد، فحدّثَه أنّ سَحابةً وَقَعَت فاخْضَرَّ لها الأرضُ، وفيها غُدُرٌ تَناخَسُ> أي يَصُبُّ بعضُها في بعض‏.‏ وأصلُ النَّخْسِ‏:‏ الدَّفعْ والحَرَكة‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث جابر <أنه نَخَس بَعيره بِمِحْجَنٍ>‏.‏

ومنه الحديث <ما من مولودٍ إلا نَخَسه الشيطانُ حين يُولَدُ إلا مريمَ وابْنَها>‏.‏ وقد تكرر ذِكر <النَّخْس> في الحديث‏.‏

‏{‏نخش‏}‏ ‏[‏ه‏]‏ وفي حديث عائشة <كان لنا جِيرانٌ من الأنصار يَمْنَحُونَنا شيئاً من ألبْانِهم، وشيئاً من شَعير نَنْخُشُه> أي نَقْشِرُه ونَعْزِل عنه قِشرَه‏.‏ ومنه نُخِش الرجلُ، إذا هُزِل‏.‏ كأن لحمه أُخِذَ عنه‏.‏

‏{‏نخص‏}‏ *في صفته صلى اللَّه عليه وسلم <كان مَنْخُوصَ الكعبين> الرواية <مَنْهُوس> بالسين المهملة‏.‏

قال الزمخشري‏:‏ ورُوي ‏(‏رواية الزمخشري بالشين المعجمة‏.‏ الفائق 3/137 قال <وروي: منهوس ومَبْخُوص>‏.‏ بالباء بدل النون، وهو موافق لما ذكره المصنف وشرحه في مادة ‏(‏بخص> <مَنْهُوش ومنخوص. والثلاثة في معنى المَعْروقِ> وانْتَخَص لَحْمُه إذا ذَهَب‏.‏ ونَخَص الرجل، إذا هُزِل‏.‏ قاله الجوهري‏.‏ وهو بالصاد المهملة‏.‏

‏{‏نخع‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <إنّ أنْخَعَ الأسماء عند الله أن يَتَسَمَّى الرجلُ مَلِكَ الأمْلاك> أي أقْتَلَهَا لصاحبها، وأهْلَكَها له‏.‏ والنَّخع‏:‏ أشدُّ القتل، حتى يَبْلُغ الذَّبحُ النُّخاع ‏(‏النخاع، مثلث النون، كما في اللسان‏.‏ قال صاحب المصباح‏:‏ <الضم لغة قوم من الحجاز، ومن العرب من يفتح، ومنهم من يكسر>‏)‏ وهو الخيْطُ الأبيض الذي في فَقار الظَّهر‏.‏ ويقال له‏:‏ خَيْط الرَّقبة‏.‏

ويُروَى <أخْنَع> وقد تقدّم‏.‏

ومنه الحديث <ألا لا تَنْخَعُوا الذبيحَةَ حتى تَجِبَ> أي لا تَقْطَعوا رَقَبَتَها وتَفْصِلوها قَبْل أن تَسْكُنَ حَرَكَتُها‏.‏

وفيه <النُّخاعةُ في المسجد خطيئة> هي البَزْقَة التي تَخْرُج من أصل الفمَ، ممّا يَلي أصْلَ النُّخَاع‏.‏

‏{‏نخل‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <لا يَقْبَلُ اللَّهُ من الدُّعاء إلا الناخلة> أي المَنْخُولة الخالصة، فاعلة بمعنى مفعولة، كماءٍ دافِق‏.‏

‏[‏ه‏]‏ ومنه الحديث <لا يَقْبَل اللَّه إلاّ نَخائِلَ (في الهروي <تناخيل>‏)‏ القلوب> أي النّيَّاتِ الخالصة‏.‏ يقال‏:‏ نَخَلْتُ له النصيحةَ، إذا أخلَصْتَها‏.‏

‏{‏نخم‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث الحُديَيْبِية <ما يَتَنَخَّم نُخامةً إلا وَقَعَتْ في يدِ رجُل> النُّخامة‏:‏ البَزْقَة التي تَخْرُج من أقْصَى الحَلْق، ومن مخرج الخاء المعجمة‏.‏

ومنه حديث علي <أَقْسِمُ لَتَنْخَمَنَّها أَمَيَّةُ من بعدي كما تُلْفَظُ النُّخامة>

‏(‏س‏)‏ وفي حديث الشَّعْبيّ‏:‏ اجتمع شَرْبٌ من الأنبار فَغَنَّى ناخِمُهم‏:‏

ألاَ سَقِّيانِي ‏(‏في اللسان والفائق 3/71‏:‏ <ألا قاسقياني> وفي الفائق‏:‏ <قبل خيل>‏.‏‏)‏ قبلَ جَيْش أبي بكر*

الناخِم‏:‏ المَغِنِّي‏.‏ والنَّخْم‏:‏ أجْوَدُ الغِناء‏.‏

‏{‏نخا‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث عمر <فيه نَخْوة> أي كِبْرٌ وعُجْبٌ، وأنَفَة وحَميَّة‏.‏ وقد نُخِيَ وانْتُخي، كزُهِيَ وازْدُهِيَ‏.‏

 باب النون مع الدال

‏{‏ندب‏}‏ *في حديث موسى عليه السلام <وإنّ بالَحجَر نَدَباً: ستةً أو سبعة، مِن ضرْبِه إيَّاه> النَّدَبُ، بالتحريك‏:‏ أثَر الجُرْح إذا لم يَرْتفِع عن الجِلْد، فشُبِّه به أثَر الضرب في الحَجَر‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث مجاهد <أنه قرأ <سِيمَاهُم في وجوههمْ مِن أثَرِ السُّجود> فقال‏:‏ ليس بالنَّدَب، ولكنه صُفْرةُ الوجهِ والخشوع>‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <انْتَدب اللَّهُ لمن يَخْرُج في سبيله> أي أجابَه إلى غُفْرانِه‏.‏ يقال‏:‏ نَدَبْتُه فانْتَدَب‏:‏ أي بَعَثْتُه ودَعَوتُه فأجاب‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <كلُّ نادِبةٍ كاذِبةٌ إلا نادِبةَ سَعْد> النَّدْب‏:‏ أن تَذكر النائحةُ الميّت بأحسنِ أوصافِه وأفعاله‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <كان له فَرس يقال له المَنْدوب> أي المطلوب، وهو من النَّدَب‏:‏ الرَّهْنِ الذي يُجْعَل في السِباق‏.‏

وقيل‏:‏ سمِّي به لِنَدَبٍ كان في جِسْمِه‏.‏ وهو أثر الجُرْح‏.‏

‏{‏ندج‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث الزبير <وقَطع أُنْدوجَ سَرْجِه> أي لِبْدَه‏.‏ قال أبو موسى‏:‏ كذا وجدتُه بالنون‏.‏ وأحْسَبُه بالباء، وقد تقدم‏.‏

‏{‏ندح‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه ‏(‏أخرجه الهروي من حديث عِمران بن حُصَين‏)‏ <إنَّ في المَعاريض لَمنْدوحةً عن الكَذِب> أي سَعَةً وفُسْحة‏.‏ يقال‏:‏ نَدَحْتُ الشيء، إذا وسَّعْتَه‏.‏ وإنك لفي نُدْحةٍ ومَنْدوحةٍ من كذا‏:‏ أي سَعَةٍ يعني أنَّ في التعريض بالقول من الاتَّساع ما يُغني الرجلَ عن تَعمُّد الكذب‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث أم سَلمة <قالت لعائشة: قد جَمَع القرآنُ ذَيْلَك فلا تَنْدَحِيه> أي لا تُوَسَّعيه وتَنْشُرِيه‏.‏ أرادت قولَه تعالى‏:‏ <وقَرْنَ في بُيوتِكُنَّ ولا تَبَرَّجْنَ>‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث الحَجّاج <وادٍ نادِحٌ> أي واسع‏.‏

‏{‏ندد‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <فَندَّ بعيرٌ منها> أي شَرَد وذَهَب على وجْهِه‏.‏

وفي كتابه لأُكَيْدِر <وخَلَع الأنْدادَ والأصنام> الأندادُ‏:‏ جمع نِدّ، بالكسر، وهو مثْل الشيءِ الذي يُضادّه في أمورِه ويُنادّه‏:‏ أي يخالفُه‏.‏ ويريد بها ما كانوا يَتَّخِذُونه آلهةً من دون اللَّه‏.‏

‏{‏ندر‏}‏ * فيه <رَكِب فرساً له فمرّت بشجرة، فطار منها طائِر فحادَت (في ا: <فمادت>‏)‏ فَنَدَرَ عنها على أرض غليظة> أي سَقَطَ ووَقَع‏.‏

ومنه حديث زواج صَفِيّة <فَعَثَرَتِ الناقةُ، ونَدَرَ رَسول اللَّه صلى الله

عليه وسلم ونَدَرَتَ>‏.‏

‏(‏س‏)‏ والحديث الآخر <أنّ رَجلا عَضَّ يَدَ آخر فَنَدَرَت ثَنِيَّتُه> وفي رواية‏:‏ <فأنْدَر ثَنيَّتَه>‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث آخر <فضَرب رأسَه فَنَدَر [في الأصل : "فند"، وهو إسقاط مطبعي. دار الحديث] > وقد تكرر في الحديث‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عمر <أن رجلا نَدَر في مجلِسه، فأمر القومَ كلَّهم بالتَّطَهُّرِ؛ لئلاّ يَخْجَل الرجل> معناه أنه ضَرط، كأنها نَدَرَت منه من غير اختيارٍ‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث علي <أنه أقْبَل وعليه أنْدَرْ وَرْدِيَّة> قيل هي فوق التُّبَّان ودون السّراويل، تُغَطِّي الرُّكْبة، منسوبة إلى صانع ومكان‏.‏

‏{‏ندس‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث أبي هريرة <دخل المسجد وهو يَنْدُس الأرضَ برجلِه> أي يَضْرِبُها‏.‏ والنَّدْس‏:‏ الطَّعْن‏.‏

‏{‏ندغ‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث الحجَّاج <كتَب إلى عامله بالطائف أن أرْسلْ إليَّ بعَسَل من عسل النَّدْغ، النِّدْغ (بالفتح ويكسر، كما في القاموس. وبالتحريك أيضا، كما في اللسان.) والسِّحاء> النِّدْغ، النَّدْغ‏:‏ السَّعْتَر البَرِّيّ‏.‏ وهو من مَراعِي النَّحْل‏.‏

وقيل‏:‏ هو شجرٌ أخْضَرُ، له ثَمَرٌ أبيضُ، واحدتُه‏:‏ نَدْغَة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث سليمان بن عبد الملك <دخل الطائفَ فوجد رائحةَ السَّعْتَر، فقال: بِواديكم هذا نَدْغَةٌ>‏.‏

‏{‏ندم‏}‏ * فيه <مرحباً بالقومِ غيرَ خَزايا ولا نَدامَى> أي نادمين‏.‏ فأخرجه على مذهبهم في الإتباع لِخزايا؛ لأن الندامَى جمع نَدمان، وهو النديم الذي يرافقك ويُشاربك‏.‏

ويقال في الندم‏:‏ نَدمانُ، أيضا، فلا يكون إتباعا لخزايا، بل جمعاً برأسه‏.‏

وقد نَدِم يَنْدَم، ندامةً ونَدَماً، فهو نادِمٌ ونَدْمانُ‏.‏

وفي حديث عمر <إياكم ورَضاعَ السُّوءِ؛ فإنه لا بُدَّ من أن يَنْتَدِمَ (في الفائق 3/78: <يندم>‏)‏ يوماً <أي يظهَر أثرُه. والنَّدَم: الأثَر، وهو مِثل النَّدَب. والباء والميم يتبادلان.

وذكره الزمخشري بسكون الدال، من النَّدْم: وهو الغَمّ اللازم إذ يَنْدَم صاحبُه، لما يعثر عليه من سوء آثاره.

{نده} [ه] في حديث ابن عمر <لو رأيتُ قاتلَ عمرَ في الحَرَم ما نَدَهْتُه> أي ما زجرتُه‏.‏ والنَّدْه‏:‏ الزَّجْرُ بصَهْ ومَهْ‏.‏

‏{‏ندا‏}‏ ‏[‏ه‏]‏ في حديث أم زَرْع <قريب البيتِ من النادِي> النادِي‏:‏ مُجْتَمَع القومِ وأهل المجلِس، فيقع على المجلِس وأهلِه‏.‏ تقول‏:‏ إن بيتَه وسَطَ الحِلَّة، أو قريبا منه؛ ليغشاه الأضيافُ والطُّرّاق‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث الدعاء <فإنَّ جارَ النادي يَتَحوَّل ( في الأصل < فإنْ جار النادي نَتحوَّل> وما أثبتُّ من ا واللسان‏.‏ وهو موافق لرواية المصنف في مادة ‏(‏بدو‏)‏ غير أن اللسان لم يضبط النون‏.‏>‏)‏ أي جارَ المجلس‏.‏ ويروى بالباء الموحَّدة، من البَدْو وقد تقدم‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <واجعلني في النَّدِيّ الأعلَى> النَّدِيّ، بالتشديد‏:‏ النادِي‏.‏ أي اجعلني مع الملأ الأعلى من الملائكةِ‏.‏

وفي رواية <واجعلني في النِّداء الأعلَى>‏.‏ أراد نِداءَ أهلِ الجنّة أهلَ النار <أنْ قد وَجَدْنا ما وَعَدَنا رَبُّنا حقَّاً>‏.‏

ومنه حديث سَريَّة بني سُلَيم <ما كانوا ليَقْتُلوا عامراً وبني سُلَيم وهم النَّديّ> أي القومُ المجتمعون‏.‏

وفي حديث أبي سعيد <كُنّا أنداءً فخرج علينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم> الأنداء‏:‏ جمع النادي‏:‏ وهم القوم المجتمِعون‏.‏

وقيل‏:‏ أراد كُنّا أهلَ أنداء‏.‏ فحذف المضاف‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <لو أن رجلاً ندا الناسَ إلى مَرْماتيْن أو عَرْقٍ أجابوه> أي دعاهم إلى النادي‏.‏ يقال‏:‏ ندوتُ القومَ أندُوهم، إذا جمعتَهم في النادي‏.‏ وبه سمِّيت دار النَّدْوة بمكة؛ لأنهم كانوا يجتمعون فيها ويتشاورون‏.‏

وفي حديث الدعاء <ثِنْتان (في الأصل: <اثنتان> وما أثبتُّ من‏:‏ ا، واللسان‏.‏‏)‏ لا تُرَدّان، عند النِّداء وعند البأس> أي عند الأذان بالصلاة، وعند القتال‏.‏

وفي حديث يأجوج ومأجوج <فبينما هم كذلك إذ نُودُوا ناديةً: أتى أمرُ اللَّه> يريد بالنادية دعوةً واحدةً ونِداءً واحداً، فقلب نِداءةً إلى نادية، وجعل اسم الفاعل موضع المصدر‏.‏

وفي حديث ابن عوف <وأوْدَى سمعُه إلاّ نِدايا> أراد‏:‏ إلاّ نِداءً، فأبدل الهمزة ياءً، تخفيفا، وهي لغة بعض العرب‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث الأذان <فإنّه أَندَى صوتاً> أي أرفعُ وأعلى‏.‏ وقيل‏:‏

أحسنُ وأعذب وقيل‏:‏ أَبْعَدُ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث طلحة <خرجتُ بفَرسٍ لي أُنَدِّيه (رواية الهروي: <لأُندِّيه>‏.‏>‏)‏ التَّنْدِية‏:‏ ‏(‏هذا قول أبي عبيد، عن الأصمعي، كما ذكر الهروي‏)‏ أن يُورِدَ الرجُل الإبِلَ والخيلَ فتشربَ قليلا، ثم يرُدّها إلى المرعَى ساعةً، ثم تُعاد إلى الماء‏.‏

والتندية أيضا‏:‏ تضمير الفرس، وإجراؤه حتى يسيلَ عَرَقُه‏.‏ ويقال لذلك العَرَق‏:‏ النَّدَى ويقال‏:‏ ندّيْت الفَرَسَ والبعير تَنْدِيةً‏.‏ ونَدِيَ هو نَدْواً‏.‏

وقال القتيبي‏:‏ الصواب‏:‏ <أُبَدِّيه (في الهروي: <لأُبدِّيه>>‏)‏ بالباء، أي أُخرجه إلى للبَدْو، ولا تكون التندية إلا للإبل‏.‏

قال الأزهري‏:‏ أخطأ القتيبي‏.‏ والصواب الأول‏.‏

ومنه حديث أحد الحَيَّيْن اللَّذين تنازعا في موضع <فقال أحدُهما: مَسْرَح بَهْمِنا، ومَخْرَج نِسائنا، ومُنَدَّى خيلِنا> أي موضع تَنْدِيَتها‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه‏:‏ من لقي اللَّه ولم يَتَنَدَّ من الدم الحرام بشيءٍ دخل الجنَّةَ <أي لم يُصِبْ منه شيئا، ولم يَنَلْه منه شيءٌ. كأنه نالَتْه نَداوةُ الدَّم وبَلَلُه. يقال: ما نَدِيَني من فلانٍ من شيءٌ أكرهه، ولا نَدِيَتْ كفِّي له بشيء.

وفي حديث عذاب القبر وجريَدَتَي النخل <لن يزال يُخَفَّف عنهما ما كان فيهما نُدُوٌ> يريد نَداوة‏.‏ كذا جاء في مسند أحمد، وهو غريب ‏(‏انظر مسند الإمام أحمد 2/441 من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص‏.‏‏)‏ إنما يقال‏:‏ نَدِيَ الشيءُ فهو نَدٍ، وأرضٌ نَدَيَةٌ وفيها نَداوةٌ‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <بَكْرُ بن وائل نَدٍ> أي سَخِيٌّ‏.‏ يقال‏:‏ هو يَتَنَدَّى على أصحابه‏:‏ أي يَتسخَّى‏.‏

 باب النون مع الذال

‏{‏نذر‏}‏ *فيه <كان إذا خطب احمرَّتْ عيناه، وعلا صوتُه، واشتدَّ غَضَبُه، كأنه منذِرُ جيش يقول: صبَّحكم ومسَّاكُم> المنذر‏:‏ المُعْلِم الذي يُعرِّف القومَ بما يكون قد دَهَمِهم، من عدوّ أو غيره‏.‏ وهو المخوِّف أيضا‏.‏

وأصل الإنذار‏:‏ الإعلام يقال‏:‏ أنذرتُه أّنْذِّرُه إنذاراً، إذا أعلمتَه، فأنا مُنذِرٌ ونَذير‏:‏ أي مُعْلِمٌ ومخوِّف ومحذِّر‏.‏ ونَذِرْتُ به، إذا علِمتَ‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <فلمّا عَرَف أن قد نَذِرُوا به هَرَب> أي عَلِموا وأحسُّوا بمكانه‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <انْذَرِ القومَ> أي احذَرْ منهم، واستعَّد لهم، وكن منهم على عِلْم وحَذَر‏.‏

وفيه ذِكر <النَّذْر> مكرَّرا‏.‏ يقال‏:‏ نَذَرْتُ أَنْذِر، وأنْذُر نَذْراً، إذا أوجبتَ على نفسِك شيئا تبرُّعا؛ من عبادة، أو صدقة، أو غير ذلك‏.‏

وقد تكرر في أحاديثه ذِكرُ النَّهي عنه‏.‏ وهو تأكيد لأمره، وتحذير عن التهاون به بعد إيجابه، ولو كان معناه الزجر عنه حتى لا يُفْعَل، لكان في ذلك إبطالُ حُكمِه، وإسقاطُ لُزوم الوفاء به، إذ كان بالنهي يصير معصية، فلا يلزم‏.‏ وإنما وجه الحديث أنه قد أعلمهم أن ذلك أمرٌ لا يجٌرُّ لهم في العاجل نفعا، ولا يصرِف عنهم ضَرّاً، ولا يرُدّ قضاءً، فقال‏:‏ لا تَنْذِرُوا، على أنكم قد تدركون بالنَّذْر شيئا لم يُقدِّرهُ اللَّه لكم، أو تصرفون به عنكم ما جرى به القضاءُ عليكم، فإذا نَذَرتم ولم تعتقدوا هذا، فاخرجوا عنه بالوفاء، فإن الذي نذرتموه لازِمٌ لكم‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث ابن المسّيب <أن عمر وعثمان قَضَيا في المِلْطاة بنصف نَذْر المُوضِحَة> أي بنصف ما يجب فيها من الأرْش والقيمة‏.‏ وأهل الحجاز يُسمُّون الأرش نَذْراً‏.‏ وأهل العراق يُسمُّونه أَرْشا‏.‏

 باب النون مع الراء

‏{‏نرد‏}‏ *فيه <مَن لَعِب بالنَّرْدَشِير فكأنما غَمَس يَدَه في لحم خنزير ودَمِه

> النَّرْد‏:‏ اسم أعجمي معرَّب‏.‏ وشير‏:‏ بمعنى حلو ‏(‏في القاموس‏:‏ النَّرد، معرَّب‏.‏ وضعه أرْدَشير بنُ بابَك، ولهذا يقال النَّرْدشير>‏)‏‏.‏

‏{‏نرمق‏}‏ *في حديث خالد بن صفوان <إن الدِّرْهم يكسُو النَّرْمَق> النّرمَق‏:‏ اللّيِّن‏.‏ وهو فارسي معرَّب أصله‏:‏ النَّرْم ‏(‏وهو الجيِّد‏.‏ كما في المعرَّب ص 333‏)‏ يريد أن الدِّرْهم يكسو صاحبَه الّليِّن من الثياب‏.‏

وجاء في رواية <يَكْسِر النَّرْمَق> فإن صَحَّت فيُريد أنه يُبْلَغ به الأغراضُ البعيدة، حتى يكسِر الشيء الليِّن الذي ليس من شأنه أن ينكسر؛ لأن الكسر يخُصّ الأشياءَ اليابسة‏.‏

 باب النون مع الزاي

‏{‏نزح‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <نزل الحديبيةَ وهي نَزَحٌ> النَّزَح، بالتحريك‏:‏ البئر التي أُخِذ ماؤها، يقال‏:‏ نَزَحتِ البئرُ ونزحتُها‏.‏ لازِمٌ ومُتَعَدّ‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث ابن المسيّب <قال لِقَتادة: ارحَلْ عني، فقد نَزَحْتَني>

أي أنْفَدْتَ ما عندي‏.‏

وفي رواية‏:‏ <نَزَفْتَني>‏.‏

ومنه حديث سَطِيح <عبد المسيح جاء من بلدٍ نَزيح> أي بعيد‏.‏ فعيل بمعنى فاعل‏.‏

‏{‏نزر‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث أم مَعْبَد <لا نَزْرٌ ولاهَذَر> النَّزْر‏:‏ القليل‏.‏ أي ليس بقليلٍ فيدُلَّ على عِيّ، ولا كثيرٍ فاسد‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث ابن جُبَير <إذا كانت المرأةُ نَزْرةً أو مِقْلاةً> أي قليلةَ الوَلَد يقال‏:‏ إمرأةٌ نَزْرَةٌ ونَزُور‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عمر <أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيءٍ مِرارا، فلم يُجبْه، فقال لنفسه: ثَكِلَتْك أمُّك يا عمرُ، نَزَرْتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم مرارا لا يُجيبك> أي ألححتَ عليه في المسألة إلحاحاً أدَّبك بسُكوته عن جوابك‏.‏ يقال‏:‏ فلانٌ لا يُعطِي حتى يُنْزَرَ‏:‏ أي يُلَحَّ عليه‏.‏

ومنه حديث عائشة <وما كان لكم أن تَنْزُروا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على الصلاة> أي تُلِحُّوا عليه فيها‏.‏

‏{‏نزز‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث الحارث بن كَلَدة <قال لِعمر: البلاد الوبيئة، ذات الأنجال والبَعوض والنَّزّ> النَّزُّ‏:‏ ما يتحلَّب من الماء القليل في الأرض‏.‏ نَزَّ الماءُ يَنِزُّ نَزَّاً، وأنَزَّت الأرضُ، إذا أخرجت النَّزَّ‏.‏

‏{‏نزع‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <رأيتُني أَنْزِع على قَلِيب> أي أستقي منه الماءَ باليد‏.‏ نزعْتُ الدَّلْوَ أَنزِعُها نَزْعاً، إذا أخْرَجْتَها‏.‏ وأصل النَّزْع، الجَذْب

والقَلْع‏.‏ ومنه نَزْعُ الميِّتِ رُوحَه ‏(‏في الأصل‏:‏ <نَزَع الميِّتُ روحَه> وما أثبتُّ من ا، واللسان‏)‏ ونَزَع القوسَ، إذا جَذَبها‏.‏

ومنه حديث عمر <لن تَخُورَ قُوىً ما دام صاحبُها يَنْزِعُ ويَنْزُو> أي يجذِب قوسَه، ويَثِبُ على فرسه‏.‏ والمنازعةُ‏:‏ المجاذبة في المعاني والأعيان‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <أنا فَرَطُكم على الحوض، فَلأُلْفَيَنَّ ما نُوزِعْتُ في أحدكم، فأقول: هذا منِّي> أي يُجْذَب ويُؤخّد منِّي‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث‏:‏ <مالي أُنازَعُ القرآن؟ > أي أُجاذَب في قراءته

‏(‏في الهروي‏:‏ <أي أُجاذَب قراءتَه> كأنهم جَهَروا بالقراءة خلفَه فشغلوه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <طُوبَى للغُربَاء. قيل: من هم يا رسولَ اللَّه؟ قال: النُّزّاع من القبائل> هم ‏(‏في الفائق 3/80‏:‏ <هو> وفي اللسان‏:‏ <هو الذي نزع عن أهله وعشيرته>‏)‏ جمع نازِع ونَزيع، وهو الغريب الذي نَزَع عن أهله وعشيرته‏.‏ أي بَعُد وغاب‏.‏

وقيل‏:‏ لأنه يَنْزع إلى وطنه‏:‏ أي يَنْجَذِب ويَميل والمراد الأول‏.‏ أي طوبَى للمهاجرين الذين هجروا أوطانَهم في اللَّه تعالى‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث ظَبْيان <أن قبائلَ من الأزد نَتَّجوا فيها النَّزائع> أي الإبلَ الغرائبَ، انتزعوها من أيدي الناس‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث عمر <قال لآل السائب: قد أضْوَيْتُم فانكِحُوا في النَّزائع> أي في النِّساء الغرائب من عشيرتكم‏.‏ يقال للنِّساء التي تزوَجْن في غير عشائرهنّ‏:‏ نَزائعُ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث القذْف <إنما هو عِرقٌ نَزَعه> يقال نَزَع إليه في الشَّبَه،

إذا أشبهه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <لقد نَزَعْتَ بمثل ما في التوراة> أي جئتَ بما يشبهها‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث القُرشيّ <أسرني رجلٌ أنْزَعُ> الأنْزَعُ‏:‏ الذي يَنْحسِر شَعَرُ مقدَّم رأسه ممّا فوق الجَبين‏.‏ والنَّزعتان عن جانِبَي الرأس ممّا لا شعَرَ عليه‏.‏

وفي صفة علي <البَطينُ الأنْزَعُ> كان أنزعَ الشعر، له بَطْن‏.‏

وقيل‏:‏ معناه‏:‏ الأنزعُ من الشِّرْك، المملوء البطن من العلم والإيمان‏.‏

‏{‏نزغ‏}‏ *في حديث علي <ولم تَرْمِ الشُّكوكُ بنَوازِغها عَزيمةَ إيمانهم> النَّوازِغُ‏:‏ جمع نازِغة، من النَّزْغ‏:‏ وهو الطَّعْن والفساد‏.‏ يقال‏:‏ نَزَغ الشيطانُ بينهم يَنْزِغُ نَزْغاً أي أفسد وأغْرَى‏.‏ ونَزَغه بكلمة سُوء‏:‏ أي رماه بها، وطعن فيه‏.‏

ومنه الحديث <صِياح المولود حين يقع نَزْغةٌ من الشيطان> أي نَخْسةٌ وطَعْنة‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث ابن الزبير <فنزغه إنسانٌ من أهلِ المسجد بنَزِيغةٍ> أي رماه بكلمة سيّئة‏.‏ وقد تكرر في الحديث‏.‏

‏{‏نزف‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <زَمْزَمُ لا تُنْزَفُ ولا تُذَمّ> أي لا يفْنَى ماؤها على كثرة الاستقاء‏.‏

‏{‏نزك‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث أبي الدَّرداء <ذَكَر الأبدالَ فقال: ليسوا بِنَزّاكِين ولا مُعجبين ولا مُتماوِتين> النَّزاك‏:‏ الذي يعيب الناسَ‏.‏ يقال‏:‏ نَزَكْتُ الرجلَ، إذا عِبْتَه‏.‏ كما يقال‏:‏ طَعْنت عليه وفيه‏.‏ قيل‏:‏ أصله‏:‏ من النَّيْزَك، وهو رُمْحٌ قصير‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <أن عيسى عليه السلام يَقْتُل الدَّجال بالنَّيْزَك>‏.‏

ومنه حديث ابن عون <وذُكِر عنده شَهْرُ بن حَوْشَب، فقال: إنّ شَهْراً نَزَكوه> أي طعنوا عليه وعابوه‏.‏

‏{‏نزل‏}‏ *فيه <إن اللَّه تعالى يَنْزِل كلَّ ليلةٍ إلى السماء الدنيا> النُّزول والصُّعود، والحركة والسكون من صفات الأجسام، واللَّه يتعالى عن ذلك ويتقدَّس‏.‏ والمراد به نزول الرحمة والألطاف الإلهيّة، وقُربُها من العباد، وتخصيصها بالليل والثلث الأخير منه؛ لأنه وقت التَّهجُّد، وغفلة الناس عمّن يتعرَّض لنفحاتِ رحمة اللَّه‏.‏ وعند ذلك تكون النَّية خالصة، والرغبة إلى اللَّه وافرة، وذلك مَظِنَّة القبول والإجابة‏.‏

وفي حديث الجهاد <لا تُنْزِلْهم على حُكمِ اللَّهِ، ولكْن أنزلهم على حكمك> أي إذا طلب العدوّ منك الأمان والذِّمام على حكم اللَّه تعالى فلا تُعْطِهم وأعطِهم على حكمك، فإنك ربما تُخطىء في حكم اللَّه، أولا تَفِي به فتأثَمَ‏.‏ يقال‏:‏ نَزَلتُ عن الأمر، إذا تركتَه، كأنك كنت مستعليا عليه مستوليا‏.‏

وفي حديث ميراث الجَدّ <إن أبا بكر أنزله أباً> أي جعل الجَدَّ في منزلة الأب، وأعطاه نصيبه من الميراث‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <نازَلْتُ ربِّي في كذا> أي راجعتُه، وسألتُه مرَّة بعد مرّة‏.‏ وهو مفاعلة من النزول عن الأمر، أو من النِّزال في الحرب، وهو تقابُل القِرْنَيْن‏.‏

وفيه <اللهم أني أسألك نُزْلَ الشُّهَداء> النُّزْل في الأصل‏:‏ قِرى الضيف‏.‏ وتُضَمّ زايُه‏.‏ يريد ما للشهداء عند اللَّه من الأجر والثواب‏.‏

ومنه حديث الدعاء للميت <وأكرِمْ نُزُلَه> وقد تكرر في الحديث‏.‏

‏{‏نزه‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <كان يصلِّي من الليل، فلا يمُرّ بآيةٍ فيها تنزيه اللَّه تعالى إلا نَزَّهه> أصل النَّزْه‏:‏ البُعْد‏.‏ وتنزيه اللَّه تعالى‏:‏ تبعيدُه عمّا لا يجوز عليه من النقائص‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث، في تفسير سبحان اللَّه <هو تنزيهه> أي إبعاده عن السوء، وتقديسه‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث أبي هريرة <الإيمانُ نَزِهٌ> أي بعيدٌ عن المعاصي‏.‏

‏(‏س‏)‏ وحديث عمر <الجابيةُ أرضٌ نَزِهَةٌ> أي بعيدة من الوباء‏.‏ والجابية‏:‏ قرية بدمشق‏.‏

وحديث عائشة <صنع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم شيئاً فرخَّص فيه فتنزَّه عنه قوم> أي تركوه وأبعدوا عنه، ولم يعملوا بالرُّخصة فيه‏.‏ وقد نَزُه نزاهةً، وتنزَّه تنزُّها، إذا بَعُد‏.‏

وفي حديث المعذَّب في قبره <كان لا يستنزه من البول> أي لا يستبرىْ ولا يتطهّر، ولا يستبعد منه‏.‏

‏{‏نزا‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <إن رجلا أصابته جراحةٌ فنُزِي منها حتى مات> يقال‏:‏ نُزِف دمُه، ونُزِيَ، إذا جرى ولم ينقطع‏.‏

ومنه حديث أبي عامر الأشعري <أنه رُمِيَ بسهم في رُكبته، فنُزِيَ منه فمات> وقد تكرر في الحديث‏.‏

وفي حديث علي <أُمِرْنا ألاّ نُنْزِيَ الحـُمُرَ على الخيل> أي نحملَها عليها للنَّسْل‏.‏ يقال‏:‏ نَزَوْتُ على الشيء أَنْزُو نَزْواً، إذا وثَبْتَ عليه‏.‏ وقد يكون في الأجسام والمعاني‏.‏

قال الخطّابي‏:‏ يُشْبه أن يكون المعنى فيه _ واللَّه أعلم _ أنّ الحُمُرَ إذا حُمِلَت على الخيل قَلَّ عددُها، وانقطع نَماؤُها، وتَعَطَّلَت منافعُها‏.‏ والخيل يُحْتاج إليها للرُّكوب والرَّكض، والطَّلَب، والجهاد، وإحْرازِ الغنائم، ولحمُها مأكول، وغير ذلك من المنافع‏.‏ وليس للبَغْل شيءٌ من هذه، فأحَبَّ أن يَكْثُر نَسلُها؛ ليَكْثُرَ الانتِفاعُ بها‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث السَّقيفة <فَنَزَوْنا على سَعْد> أي وَقَعُوا عليه ووَطِئوه‏.‏

ومنه حديث وائل بن حُجْر <إنّ هذا انْتَزَى على أرضي فأخَذَها> هو افْتَعَل من النَّزْوِ‏.‏ والانْتزاء والتَّنَزِّي أيضا‏:‏ تَسَرُّع الإنسان إلى الشرِّ‏.‏

والحديث الآخر <انْتَزَى على القَضاءِ فَقَضى بغير علم> وقد تكرر في الحديث‏.‏